المنوعات

قصص وعبر للطفل مكتوبة (الجدة العجوز وتنمر الصغير)

لدينا جميعًا حاجة ملحة لتربية الأجيال بعيدًا عن إساءة معاملة الآخرين تحترم الكبار والتعاطف مع الصغار.

أجيال نستطيع خلالها مكافحة  العالم كله ونحن على يقين من أن النصر سيكون لنا.

قصـــة الجدة العجوز وتنمر الصغير

ذات يوم كانت هناك امرأة عجوز وصلت لتوها من بلد أجنبي وكانت جالسة في محطة الحافلات وكانت جالسة لتستريح وكانت هذه المرأة العجوز تحب أن تأكل قطع الفواكه المجففة التي تعدها بمفردها.

بينما كانت جالسة أخرجت قطعة الفاكهة وبمجرد أن وضعتها في فمها ضربها أحدهم من الخلف.

انزلقت قطعة الفاكهة من حلقها وشعرت بألم شديد بعد معاناة تمكنت من إخراجها بصعوبة، فتستدير خلفها لتجد ثلاثة أطفال صغار..

الجدة: ألا يمكنكم أن تكونوا حذرين ؟! ضرب أحدكم رأسي أليس لديكم ما تخبروه لي ؟!

رد إحداهن بفظاظة وبنبرة حزينة تضايقها: “ما الذي جعلك تجلسي هنا أيتها العجوز؟! أمثالك لا يخرجون من البيت”.

أجابت الجدة بسرور: “أليس لديك جدة في مثل سني يا بني؟! هل تسعد إذا عاملها أحد بهذه الطريقة ؟!”

أجاب الصغير: “إذا كان لدي جدة في مثل سنك يجب أن تكون في البيت لتطبخ لنا الطعام وقد علمتها بالتأكيد أن تكون هادئة أثناء جلوسها في الشارع.

وفي كل مرة تنطق بكلمة يسخرو من المرأة العجوز ويسخر منها أصدقاؤه.

انهمرت الجدة بالدموع وهي تقول “في الواقع لقد فقدت زوجي العزيز للتو.

ومرة أخرى نفس الصبي الصغير: “إنه مات بالتأكيد لرؤيتك في كل مكان ربما انتحر للتخلص منك.”

هذه المرة بكت العجوز حقًا: “ألا تستطيع أن تقول كلمة طيبة أو تذهب وتتركني؟!”

بسخرية والألم الذي تسببوا فيه للسيدة العجوز ذهبوا ليأكلوا شيئًا أما المرأة العجوز فقد غرقت في دموعها.

ويريد القدر أن تعيش هذه المرأة العجوز في منزل مقابل بيت الصغير الذي آذى قلبها يأتي هو ووالدته مع هدية صغيرة لتقديمها للمقيمة الجديدة. تحييهم وتدعوهم للدخول وتحيي الصغير.

عندما يدخلون البيت، تتحدث والدته إلى العجوز وتسأله عما إذا كان بإمكانها مساعدة ابنها في فصوله بالمدرسة لأن معلميه يشكون من ضعف تحصيله وفعلاً وافقت الجدة العجوز على طلبها رغم تذمر الصغير، بحجة أنه لا يريد إزعاج الجدة في أول يوم لها في مسكنها الجديد، وأنها كانت بالتأكيد متعبة بسبب السفر.

تخبرهم الجدة أنها تساعده في اللوازم المدرسية مقابل مساعدته في نقل الأثاث لأنه شاب يتمتع بصحة جيدة وقوة جسدية على عكسها.

في اليوم التالي جاء الولد الصغير ومعه كتبه المدرسية وبمجرد أن بدأ موقفه الساخر، وضعت الجدة حدودًا له في علاقاته أخبرته أنه في منزلها وأن منزلها لديه قواعد يجب أن يتبعها وإلا فإنها ستخبر والدته بكل ما حدث لها في محطة الحافلات.

لم يرد عليها في البداية لكن كانت لديها طريقة لطيفة في التعامل كانت قادرة على التأثير على أعصابه، وكانت أحيانًا حادة وأحيانًا تلطف معه حتى تكتشف ميوله وما يحبه من أجل الاقتراب منه ويكون قادر على الاستفادة.

كان الولد الصغير من محبي قصص الحقيقة العلمية وكان زوجها يحب هذه الهواية لدرجة أنه جمع النسخ الأولى منها قدمت العجوز الفكرة حتى يتمكن من تعزيز أدائه في التعبير حيث كان ينقصة الكتابة بأسلوبه الخاص والتعبير عن نفسه.

فعلاً وافق الولد الصغير وبدأ في كتابة النسخة الأولى التي أعطته إياه وفي كل يوم كان يمر وتعلمه الجدة مهارة جديدة وكان قلبه يرتبط به يومًا بعد يوم حتى اليوم الذي أحضرت فيه الجدة الفواكه و الخضار من السوق، وإذا تعطلت العربة وسقطت على الأرض.

نفس الشئ مرة أخرى أراد اثنان التنمر على نفس المرأة العجوز التي أزعجوها من قبل وقد فعلوا ذلك بالفعل لكن كان معها  نفس الطفل الصغير التي تعلمه، فقد ركض نحوها على الرغم من محاولات لإعادته ولكن في النهاية ذهب إليها وساعدها وحمل أغراضها وكان كل هذا سببًا لإبعاد الأصدقاء السيئين عنها.

رئيس التحرير: مثنى الجليلي

صحافي متخصص في الشؤون السياسية، يناقش القضايا العربية والإقليمية، حاصل على ماجستير في الإعلام من الجامعة الأسلامية، وعمل في العديد من المنصات الإخبارية ووكالات الأنباء الدولية، وعمل منتجا لأفلام استقصائية لصالح جهات نشر عربية وإقليمية، وترأس تحرير عدة برامج تلفزيونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى