قصة العودة إلى مدرستي بعد طول انتظار
قصة العودة إلى مدرستي..!! إلى متى سنتمكن من الاعتراف بأنه مع أول تعليق لطفلنا الصغير على الكتاب الأول في حياته، سيكتب السطر الأول من مستقبله ؟!
إلى متى نعترف بأن القراءة مثل الأكل والشرب لا غنى عنها وهي غذاء الروح التي لابد أن يستمر في التغذية.
قصة مدرستي
قبل أسبوع من بدء العام الدراسي كانت الطفلة تستعد للعودة إلى المنزل، وأعدت والدتها الزي المدرسي وحقيبة المدرسة ومستلزماتها المدرسية الكاملة.
سألت الطفلة امها صباحًا ومساءً متى ستفتح المدرسة ورغم صغر سنها سألتها أيضًا عن فايروس كورونا وأثره على دراستهم هذا العام 2021/2022.
طمأنتها والدتها وقالت لها إنها وأصدقائها وجميع زملائها يذهبون إلى المدرسة يومياً، كانت الطفلة سعيدة للغاية وفي كل يوم كانت ترتدي زيها المدرسي وتجربه على نفسها أمام المرآة.
بسبب إصرارها على العودة إلى المدرسة وشغفها بالصفوف ومدرستها بكل ما فيها، طلبت من امها مراجعة جميع المعلومات التي حصلت عليها، وفعلاً كانت امها تراجع لابنتها الصغيرة بحب، وكان قلبها في الداخل مبتهجاً جداً كما كانت تعاني من قلة رغبة ابنتها بالذهاب إلى المدرسة.
أعدت الفتاة نفسها ترنيمة قالت في مدرستها في اليوم الأول الذي عادت فيه إلى البيت، وكانت تكررها لوالدتها من حين لآخر وفي كل مرة تجلس بجوار والدتها تحدثت معها عن جمال المدرسة ومعلميها في الصف وزملائها أيضًا والمواقف التي جمعتها معهم ومدى افتقادها لكل شيء.
طلبت منها والدتها أن تحب مدرستها، على الرغم من أن ذلك لم يكن واضحًا من قبل، فقد شاهدت من ابنتها الصغيرة مدى رغبتها في التجهيز للذهاب إلى المدرسة، ومدى حاجتها في الذهاب إلى المدرسة كل يوم، عرغم من صغرها طلبت من الله تعالى أن يقضي على فيروس كورونا إلى الأبد كان السبب الأول والأخير لمنعها من الذهاب إلى مدرستها الجميلة.
قد ترغب هذه الطفلة مثل العديد من أطفالنا الصغار، في الذهاب إلى المدرسة أكثر من أقرانها ولكن الجانب الآخر من حياتها كان لديها والدين يحببنانها بالقراءة كل يوم، وكانا يقرؤون الكتب، لدرجة أن الطفلة تسألهم كيف يمكنهم قراءة مثل هذه الكتب الكبيرة بدهشة وذهول. ”
كانت الفتاة متحمسة فأحضرت لوالدها كتابًا من الحروف الهجائية وطلبت منه إعادة تعليمها، وبالفعل بدأ معها حرف حرف ووجد مشاركة غير مسبوقة منها، كما كانت تحفظ الحروف بأشكالها وتمثل أنها تقرأ في كتبها بالجلوس بجانب والدها وهو يقرأ كتابه، كما أنها تأخذ كتابًا من مكتبته، وإن كان بشكل غير صحيح وتحاول قراءته بهذه الطريقة وتكرار ما يقرأه.
لقد وجدوا والديها الكثير من الفرح والسعادة لحرصها بالتعليم والقراءة، ودائما ما كانوا يفعلون الأشياء التي يحبون القيام بها أمامها، ثم تسألهم ابنتهم عنها، وأعطوها بعض المعلومات، لذلك قررت الفتاة أن تفعل ما يفعله واعتمدوا على فكرة التقليد، وأخذوا فكرة القيام بالصلاة أمامها لم يطلبوا منها الصلاة قط ولم يطلبوها، وفجأة وجدوها ترتدي حجابًا فوق رأسها في ملابسها القصيرة، وتقلد والدها وأمها في صلاتهما.
منذ ذلك الحين، أخذوا كل قيمة أو سلوك أرادوا أن يعلمها ابنتهما اتباعها أمامها، ثم اكتشفوا أنها ابتكرتها أمامهم دون أي مشكلة أو جهد أو شكوى، كما يفعل العديد من الآباء.
يشتكي الكثير من الآباء من عناد أبنائهم، لكنه في الحقيقة هو سوء إدارة في تعليم وتربية أبنائهم، ويفقد علاقة الوالدين بأبنائهم.
أخيرًا أطفالنا هم عملنا الممتد في الحياة وحتى بعد موتنا، فإن عدم تأسيس عملنا على الصواب خسارة كبيرة.. قصة العودة إلى مدرستي..!!