مسلسلات وأفلام

مشاهد من فيلم الحارة الأردني تثير الجدل

مشاهد من فيلم الحارة الأردني تثير الجدل، أثارت مشاهد عديدة من الفيلم الأردني “الحارة” جدلاً في الأردن والمجتمع العربي بعد أيام من عرضه على منصات الأفلام.

كما أصبح الفيلم الأردني الحارة من أكثر الأفلام التي تم البحث عنها في العديد من الدول العربية، وطُلب من البرلمان الأردني حظر الفيلم لاحتوائه على مشاهد تمس الآداب العامة وسمعة البلاد كما يقول البعض.

بعد الانتهاء من جولة في مهرجان سينمائي دامت قرابة عامين، عُرض الفيلم الأردني لأول مرة على Netflix في وقت سابق من هذا العام. استغرق الفيلم وقتا لجذب انتباه رواد مواقع التواصل في العديد من الدول العربية.

يتواصل الجدل حول الفيلم، مع تداول أنباء في مجلس النواب تطالب بحظر الفيلم ضمن حملة تخلط بين الاتهامات بتجريم مشهد الحب والإضرار بسمعة البلاد.

طاقم عمل فيلم الحارة الأردني

تميز هذا الطاقم التمثيلي بقدرة عالية من التفوق في أداء الأدوار التمثيلية خلال العمل حيث أن المشاركين في هذا العمل هم :

  • ميساء عبد الهادي.
  • نادرة عمران.
  • منذر ريحانة.
  • عماد عزمي.
  • بركة رحماني.

 

اقرأ المزيد:

 

“لا يعكس قيم المجتمع”

يبدو أن من فاتتهم فرصة مشاهدة الفيلم في دور العرض أكثر حماسًا لمشاهدته على Netflix، لكن الشخصيات التي “لا تناسب منطقة الأردن” و “لا تعكس قيم المجتمع وأخلاقه” قد يُصدم من الأفعال “. بحسب البعض.

تضمنت ردود الفعل على الفيلم عبارات مثل “أي نوع من التدهور هذا”، “هذه الشخصيات غير موجودة في الأردن” و “هؤلاء الأشخاص ليسوا مثلنا”.

تشبه هذه العبارات انتقادات أخرى للعديد من الأفلام والمسلسلات العربية، خاصة فيما يتعلق بـ “المحرمات والأسطر التي لا ينبغي تجاوزها”.

يرفض الكثير من الناس رؤية الناس يشوهون القذف، أو يشاهدون الأفلام التي تكون فيها الشخصيات النسائية لها علاقات خارج نطاق الزواج، أو يتحدثون بصراحة عن أجسادهم وجنسهم.

فيلم الحارة مليء بالمشاهد التي يطلب المعارضون مراجعتها من أجل قبول الفيلم.

فيلم الحارة.. “قالب درامي تشويقي”

يتم تقديم فيلم الحارة بشكل دراماتيكي ومشوق، في منطقة لها قوانينها الخاصة، مما يجعلها “قريبة من دولة داخل دولة”.

بين الأزقة المتناقضة، يعيش أبطال الحارة في صراع دائم ضد الفقر والبؤس والخداع.

يمكن أن يخلق هذا الموضوع إحساسًا “بالتوتر” يتخلله أحيانًا مشهد “رومانسي” يلتقي فيه علي (بطل الفيلم) سراً مع حبيبته لانا.

لاحقًا، في مشهد مليء بالجدل الاجتماعي، يتم ابتزاز اثنين من العاشقين في وضع جنسي من قبل المبتزّين من أجل الوصول إلى والدة لانا، التي تستخدم خدمات الرجال الذين يعملون في الدعارة “لحماية سمعة ابنتها”.

ولم يتردد البعض في وصف المشاهد الحميمية التي تضمنها الفيلم بأنها “جريمة” وقالوا إن “دور الفن هو تطهير وتنوير المجتمع”.

وهنا يستدعي البعض عبارة “السينما النظيفة”، وهي عبارة يرفضها آخرون ويعتبرونها مصطلحا “يحاول أصحابه من خلاله فرض رؤية واحدة على الفن”.

الأمن والفقر

ومن المعترضين على الفيلم من يرى أنه “تناول بشكل فج موضوع الفقر والعنف”، وركز على “جوانب خيالية وسوداوية بدلا من إبراز البعد الإنساني لسكان المناطق الشعبية”.

وثمة من يعتبر أن الفيلم أمعن في الإساءة للجهات الأمنية وللمجتمع المحلي.

ومن بين هؤلاء النائب محمد أبو صعيليك الذي طالب خلال جلسة برلمانية بـ”محاسبة ومحاكمة القائمين على الهيئة الملكية للأفلام لدعمها أفلاما شوهت الصورة العامة للمجتمع الأردني”.

ومن المنتقدين من يرى أن مشاهد الفيلم لا تشبه أبدا أزقة و”حارات” المدن الأردنية. لذا يدعو بعضهم إلى التمسك بالخصوصية الثقافية للبلد بدلا من “استيراد كادرات فنية وثقافية من دول وأخرى”.

وذهب البعض الآخر إلى اتهام صناع الفيلم “باقتباسه من فيلم حين مسيرة للمخرج المصري خالد يوسف”.

وفي هذا الإطار، يعلق آخرون بأنه “إذا فرضنا أنه نسخة من فيلم (حين ميسرة) لخالد يوسف هناك معالجات للقيم ولظروف الفقر والتسيب بأساليب مبتذلة لكثافة السكان في مصر. أما فيلم الحارة فهو عبارة عن تشويه حقيقي مع الاعتراف بعدة مضامين تلامسها في الواقع المُر. وفي النهاية هذا إجحاف بحق المجتمع الأردني وبحق الدولة”.

فيلم الحارة يكشف”واقعا مرا ينكره كثيرون”

هناك اتهامات واعتراضات على أن الفيلم لا يعكس واقع المجتمع الأردني أو أنه “مختلف عن أعضائه”، بينما يعمم آخرون أن جميع أفراد المجتمع نسخ متطابقة.

سيتفق محبو الفيلم على أنه تمكن من كشف حقيقة مخفية يحاول الكثيرون إنكارها بحجة “مخالفة تقاليد المجتمع المحافظ”.

شخصيات الحارة بها العديد من العيوب التي تجعلها تبدو واقعية للكثيرين بالنظر إلى البيئة والظروف الاجتماعية التي نشأوا فيها.

وكل من يشترك في هاشتاغ #فيلم_الحارة سيواجه تعليقات تشيد بجرأة العمل وترفض منعه بالتظاهر بالالتزام بالأعراف.

يرى الكثيرون في هذه التعليقات خطوة جديدة للتغلب على “جدار الخوف من الحديث عن المحرمات”.

يبدو أن الهجمات على الفيلم حفزت الآخرين على مشاهدة الفيلم، باتباع مبدأ “المراجعات السيئة، الدعاية الجيدة”.

الرياحنة يرد

وفي رده على الانتقادات الموجهة للفيلم، قال الممثل الأردني، منذر الرياحنة: “إن فيلم الحارة يمثل شريحة موجودة في المجتمع”.

وأضاف في مداخلة مع برنامج نبض البلد: “قدمنا فيلما يرصد واقع شريحة مظلومة في المجتمع، وكانت نهايتها واضحة!”.

وتابع بأن “أحداث العمل تتناول قصة إنسانية، وأن ما اندرج ضمنه من ألفاظ ومشاهد حميمية ما هو إلا انعكاس للحقيقة الموجودة في المجتمع”.

وعبر ريحانة عن قلقه من مناقشة فيلم الحارة تحت قبة البرلمان عوض الالتفات للقضايا المعيشية، مؤكدا ما لم يقله ووصفه بأنه “إنساني”.

واتهم آخرون الريحانة بالانشغال بالرد على الهجمات على الفيلم. ونصحه البعض على موقع تويتر بالتزام الصمت بالمثل القائل” الصمت هو خير الردود”

رئيس التحرير: مثنى الجليلي

صحافي متخصص في الشؤون السياسية، يناقش القضايا العربية والإقليمية، حاصل على ماجستير في الإعلام من الجامعة الأسلامية، وعمل في العديد من المنصات الإخبارية ووكالات الأنباء الدولية، وعمل منتجا لأفلام استقصائية لصالح جهات نشر عربية وإقليمية، وترأس تحرير عدة برامج تلفزيونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى