الرئيسية

قريبا.. الصين تختبر مفاعلها النووي الذي يعمل بالثوريوم

تتجهز الصين للبدء في تقييم مفاعلها النووي الذي يعمل بالثوريوم، وعلى الرغم من أن هذا العنصر المشع قد شهد تجارب مفاعلات من قبل، يتفق العديد من العلماء وخبراء الصناعة على أن هذا يمكن أن يجعل الصين أول دولة تقوم بقفزة في تطوير التكنولوجيا على نطاق تجاري.

وفي حالة نجاح الصين يمكن أن يكون هذا بمثابة اتجاه نحو العثور على بدائل أكثر أمانًا وفعالية للأشكال التقليدية للطاقة النووية.

– المفاعل النووي غير تقليدي لأنه يعمل بالثوريوم

                                                                                                                                             

يُعتبر المفاعل النووي الجديد غير تقليدي، لأنه يُدّور الأملاح المنصهرة في داخله بدلًا من الماء. ويمكن إنتاج الطاقة النووية بتكاليف معقولة نسبيًا دون التفريط بالسلامة. والأهم من ذلك أن المفاعل الذي يعمل بوقود الثوريوم يمكن أن ينتج كميات أقل بكثير من النفايات المشعة من المفاعلات التقليدية؛ الأمر الذي يمكن أن يتخذ خطوة نحو خلق اعتراضات طويلة الأمد على الطاقة النووية.

ويُعتبر الثوريوم نفسه معدن ضعيف الإشعاع يشبه الفضة ويتواجد بشكل طبيعي في الصخور، ولا يتم استعماله في الوقت الحالي في الصناعة الحديثة. إنه أيضًا مولّد نفايات لتعدين الأرض النادرة في الصين؛ ما يعني أنه يمكن أن يكون بديلًا لليورانيوم، وهو عنصر يتوجب على البلاد استيراده بتكاليف مرتفعة.

وقد قال المهندس النووي “ليندون إدواردز”؛ من المعهد الأسترالي للعلوم والتكنولوجيا النووية: “الثوريوم أكثر وفرة بكثير من اليورانيوم، لذلك سيكون من المفيد جدًا الحصول عليه في غضون 50 أو 100 عام عندما تبدأ احتياطيات اليورانيوم العالمية في التضاؤل”.

وأضاف “إدواردز”: “نظرًا لأنه قد تمر عقود قبل أن تصبح التكنولوجيا ناضجة تمامًا، فلا يوجد وقت نضيعه، ويجب علينا أن نبدأ في التطوير الآن”.

– الثوريوم لا يمكن أن يخضع للانشطار من تلقاء نفسه

                                                                                                                                                  

بدأت الصين مشروع مفاعل الملح المنصهر في عام 2011، واستثمرت ما يقرب من 500 مليون دولار في البرنامج، تبعًا للرئيس السابق “ريتسو يوشيوكا” من المنتدى الدولي للملح المنصهر بالثوريوم في أويسو باليابان، والذي عمل على نطاق واسع مع باحثين في الصين.

ويقوم معهد شنغهاي للفيزياء التطبيقية (SINAP) بتشغيل مفاعل Wuwei، الذي تم إنشاؤه لإنتاج 2 ميجا وات فقط من الطاقة الحرارية. ويمكن لهذا المقدار فقط تشغيل 1000 منزل كحد أقصى (وهذا هو السبب في أنه اختبارًا).

ولكن إذا نجحت التجربة، فإن الصين تسعى إلى صنع مفاعل آخر بقدرة 373 ميجا وات بقدوم عام 2030، فعند هذا المستوى من الطاقة يستطيع مفاعل الثوريوم النووي أن يزود مئات الآلاف من المنازل بالطاقة.

يذكر أن هذه المفاعلات مرتفعة الكفاءة والصديقة للمناخ تعد من بين “التقنيات المثالية” التي يمكن أن تقرب الصين من غايتها المتمثلة في انعدام الكربون، والمقرر لعام 2050.

وحتى كتابة هذا التقرير تم استعمال الثوريوم كوقود نووي محتمل في مفاعلات أخرى في ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة. كما أنه جزء من برنامج الهند النووي، على الرغم من أن تكلفة استخراجه أثبتت عدم فعاليتها مقارنة باليورانيوم هناك، لا سيما أنه يجب تحويل الثوريوم ليعمل كمادة انشطارية. ولكن إذا أثبت مفاعل الثوريوم الصيني فعاليته فقد يصبح معلمًا رئيسيًا في تطوير الطاقة النووية على نطاق تجاري استنادًا إلى العنصر.

يسرنا أن نستقبل استفساراتك في مربع التعليقات حول هذا الموضوع وسيقوم فريق جمال المرأة بالاجابة عليك في اسرع وقت.

Editor-in-Chief: Muthanna Al-Jalili

صحافي متخصص في الشؤون السياسية، يناقش القضايا العربية والإقليمية، حاصل على ماجستير في الإعلام من الجامعة الأسلامية، وعمل في العديد من المنصات الإخبارية ووكالات الأنباء الدولية، وعمل منتجا لأفلام استقصائية لصالح جهات نشر عربية وإقليمية، وترأس تحرير عدة برامج تلفزيونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى