المنوعات

قصة البطة القبيحة بها الكثير من الدروس والعبر

حكاية البطة القبيحة هي قصة حقيقية دونها الكاتب”هانز كريستيان أندرسن”، وتتناول القصة مشكلة يعاني منها الكثيرون في وقتنا الحاضر ونأمل ألا تعاني الأجيال القادمة في المستقبل وهي مشكلة التمييز والترهيب والاضطهاد بسبب الاختلاف، وان كان هذا الاختلاف صفة تميز الظالم نفسه وتميزه عن الجميع إلا أنه يظل في نظرهم غريباً عنهم.

قصــة البطة القبيحة

في مساء يوم صيفي جميل ومشرق وجدت البطة مكانًا لطيفًا لبناء عشها تحت شجرة بها العديد من الأغصان السميكة لشعورها بالاقتراب من وضع بيضها.

فعلاً وضعت البطة خمس بيضات لكن البطة اكتشفت بيضة واحدة مختلفة عن باقي البيض وتسبب ذلك في القلق بداخلها ولكن لم يكن لديها أي وسيلة للتعامل مع قلقها سوى انتظار بيضها حتى يفقس ويخرج صغارها إلى النور.

في صباح أحد الأيام بدأ البيض يفقس واحدة تلو الآخرى وبدأ الصغار في الخروج من البيض واحداً تلو الآخر فقس كل البيض وأخرج الصغار الى العالم الخارجي العظيم ماعدا بيضة واحدة بقيت كما كانت ولم تتحرك من مكانها.

كانت الأم سعيدة للغاية وسعادة غامرة لمشاهدة طفلها الصغير بصحة جيدة لكنها كانت أيضًا قلقة بشأن البيضة التي تستغرق وقتًا طويلاً لتفقس لذلك قررت أن ترقد عليها حتى تفقس مثل باقي بيضها، أخذ البيض وقتا طويلا على عكس بيض البط الأخرى.

أعطت البطة البيضة المتأخرة كل الحب والحنان واعتقدت أيضًا أن هذا الصغير سيكون أجمل أطفالها لأنه استغرق وقتًا طويلاً حتى يفقس على عكسهم.

في يوم من الايام بدأت البيضة الأخيرة تتحرك من مكانها وكانت البطة تشاهدها وتنتظر الخروج من الداخل والجميع جعل أعينهم مثبتة على البيضة وهنا جاءت بطة رمادية قبيحة جدًا من داخلها!

اندهشت الأم والأطفال عندما رأوا هذه البطة الكبيرة على عكسهم جميعًا وقبيحة الشكل كانت الأم تفكر في نفسها وتتساءل لماذا كان طفلها الصغير مختلفًا عن باقي إخوته و لماذا كان كبيرًا جدًا على عكسهم أصابت الام بالحزن وفي كل مرة تنظر إليها بسبب قبحها الشديد وكانت البطة تتمنى أن يأتي يوم يكون فيه الصغير مثل إخوته ومثلهم في كل شيء.

مرت عدة أيام والصغير لا يزال قبيحًا وكان جميع إخوته يسخرون من مظهره ويتنمرون عليه ووكان إخوته يكرهون البقاء معهم واللعب معهم، وفي كل مرة يقترب من أحدهم يوبخونه ويأمرونه أن يبتعد عنهم لأنهم لم يريدوه أن يبقى بالقرب منهم حتى لا يبتعد عن صحبتهم الآخرين.

وكلما ضحكوا عليه زاد الحزن في قلبه وفي يوم من الايام اقترب الصغير من البحيرة ونظر إلى انعكاس صورته في الماء وإذا شاهد نفسه كم هو قبيح ولا يشبه البط الآخر ثم عرف سبب عدم رغبتهم في التواجد معهم فقرر أن يتركهم لأنهم لم يريدوه، وذهب إلى مكان آخر في الغابة وحقق رغبتهم.

فعلاً كانت البطة الصغيرة تسير في الغابة الحزينة ولا تعرف إلى أين تذهب كانت تسير بمفردها حزينة في غابة كبيرة وكان لا يزال يمشي حتى جاء الشتاء وتساقط الثلج في كل مكان كان الصغير يرتجف من شدة الطقس البارد غطى الثلج المكان ولم يعثر الصغير طعامًا ليتناوله، بكيت عيناه حزناً على الحالة التي وصل إليها وارتجف جسده كله من شدة البرد و وكذلك من شدة الجوع.

بحث الصغير عن مكان يذهب إليه ليحميه من البرد الشديد ويجد طعامًا ووجد أسرة صغيرة من البط فذهب إليهم لكنهم لم يقبلوه بسبب قبحه الشديد ثم وجد أسرة من الدجاج ولكن صغار الدجاج ينقرون عليه بمناقيرهم وصرخت فيه الأم الدجاجة وطردته من المكان.

وإذا في طريقه يتجول بعيدًا عن الدجاجة وصغارها وجد كلب في الطريق توقف الكلب ونظر إليه باهتمام ثم تركه وذهب بعيدًا دون أن ينبح عليه قال الصغير: “أنا قبيح جدًا لدرجة أن الكلب رفض أن يأكلني.

ولا يزال الصغير يمشي وحيدًا حزينًا تائهًا بلا حنان ولا دفء وإذا وجده مزارع على الطريق فقد حزن على حالته وأخذه إلى المنزل ولكن في منزل المزارع كانت هناك قطة تزعجه وتخيف الصغير لذلك غادر الصغير البيت.

حل الربيع وأزهرت الأزهار من حوله وأزهرت الأشجار باللون الأخضر وكان كل شيء جميلًا حول الطفل الصغير سار الصغير حتى وصل إلى النهر وكان سعيدًا بمشاهدة الماء مرة أخرى، وفي الماء شاهد بجعة جميلة جدًا ووقع في حبها لكنه كان يخجل من الحديث معها بسبب شكله فاقترب من الماء ليرى البجعة من بعيد وإذا تفاجأ بانعكاس صورته فهو جميل جدًا.

لقد كان مثل البجعة التي شاهدها ووقع في حبها اقترب منها وتزاوجوا.

ثم أدرك لماذا لم يكن يشبه إخوته لأنه كان بجعاً من البداية وكانوا بطًا.

رئيس التحرير: مثنى الجليلي

صحافي متخصص في الشؤون السياسية، يناقش القضايا العربية والإقليمية، حاصل على ماجستير في الإعلام من الجامعة الأسلامية، وعمل في العديد من المنصات الإخبارية ووكالات الأنباء الدولية، وعمل منتجا لأفلام استقصائية لصالح جهات نشر عربية وإقليمية، وترأس تحرير عدة برامج تلفزيونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى