المنوعات

قصة الأسد والأرنب عن عاقبة الغرور والذكاء

الظلم مشكلة لا يسلم منها الإنسان ولا حتى الحيوانات ولا نعرف ما هي الطبيعة التي تجعل بعضنا يهرب بعد أن فرض حكمه على الآخرين، بمجرد أن يفرض سيطرته عليهم ويحكم عليهم يكتشف جميع مظاهر الظلم ويمارسها ضد الجميع.

الظلم عمل صعب للروح والظلم يغلب على قلوب المظلومين وكما قيل الظلم ظلمة من ظلمات يوم القيامة والله القدير خلق الظلم ونهى على نفسه وجعله محرما على عباده.

قصـة الأسد المغرور الظالم والأرنب الذكي

يقال أنه في إحدى الغابات كان هناك أسد عاش ملكًا على كل الحيوانات التي كانت هناك وعلى الرغم من أنه كان ملك الغابة إلا أنه تميز بالغرور مما جعله يقتل الحيوانات يومياً بأعداد كبيرة بدون سبب أو فائدة.

تميز هذا الأسد بالغطرسة المطلقة فهاجم جميع الحيوانات التي واجهها في طريقه لذلك كل الحيوانات تخاف منه لدرجة أنهم غالبًا ما كانوا يمتنعون بالقوة عن جمع الطعام الضروري للحياة.

وذات يوم قررت الحيوانات أن تجتمع معًا لمناقشة وإيجاد حل لجميع المشاكل التي تواجهها بسبب غطرسة الملك وظلمه ووحشيته الشديدة التي تعرض لها جميعًا يوميًا، كانوا يعانون ولم يتمكنوا من العثور على أبسط حقوقهم بل التقوا سراً والجميع بدأوا في تخيل حلول جادة للهروب من جميع العقبات التي تعيق حياتهم اليومية.

وبشكل مفاجئ خرج الذئب من بينهم باقتراح اعتبر أحسنهم.

الذئب: “دعنا نقدم أنفسنا واحدًا تلو الآخر يومياً، وبالتالي نضمن سلامتنا ولا نقتل جماعيًا حتى يقدم أحدنا نفسه للأسد.

وبقدر قسوة الاقتراح هناك رحمة للجميع لذا قبلوا عليه جميعاً.

ذهب الذئب إلى الأسد في ذلك اليوم وأبلغه باقتراح حيوانات الغابة ولم يرد الأسد إلا بغطرسة قائلاً: كوني ملك الغابة وممثل القوى العظمى فأنا موافق على اقتراحكم، وأنا أحترم رأيك ولكن لدي تحذير إذا تأخر طعامي يومًا ما فسوف أقتلكم جميعًا.

بخوف هز الذئب رأسه وطلب من ملكه المغادرة وبالفعل كانت حيوانات الغابة تنوي تنفيذ ما اتفقوا عليه مع الأسد في كل يوم يذهب حيوان من تلقاء نفسه إلى الأسد ويقتله الثاني ويطعمه لفريسته طوال اليوم وهكذا استمرت الأيام على هذا الطريق حتى جاء دور الأرنب.

كان الأرنب ذكيًا بطبيعته ويشاهد أنه من الظلم بطبيعته أن تذهب الفريسة الى الأسد من تلقاء نفسها وكان من الصعب عليه تقديمه والتضحية به ومن ناحية أخرى كان من الصعب على كل حيوانات الغابة الذهاب إلى الأسد ثم قرر الأرنب الذكي قتل الأسد الذي تسبب بقتل كل الحيوانات في الغابة.

المزيد من القصص:

خطرت على ذهن الأرنب الذكي خطة جهنمية لقد اقترب من عرين الأسد ولكن بعد مرور وقت طويل على موعده المحدد للتأكد من غضب الأسد ملك الغابة، وذهب إليه ووجده بالفعل منزعجًا من شدة الغضب وصب عليه معظم غضبه فوجه الأرنب خطوط الخوف والقلق على وجهه.

الأسد: “ألم أحذرك من قبل أنك لم تتأخر عن الوقت المحدد بيننا، لقد جرحت كل الحيوانات في الغابة”.

كان الأرنب خائفًا: “سامحني يا سيدي الملك لم أتأخر برغبتي بل رغماً عني وبينما كنت قادمًا نحو سعادتك قابلني أسد آخر على الطريق وكاد يقتلني لذا كنت سريعًا لأخبره عن عظمتك، لكن الشيء الغريب فيه أنه لم يصدقني!

بدأ يهين عظمتك ويقلل من هيبتك أمامي لم أستطع التحلي بالصبر معه وعدم الرد على كلماته الجارحة ضدك فقلت له: “من أنت لتتحدث عن ملك غاباتنا هنا؟! أنت لا تنتمي حتى إلى غابتنا لم يجيب عليا بالكلمات لكنه هاجمني في محاولة للهجوم صرخت في وجهه قائلاً: ( “ملكنا العظيم سيقتلك إذا علم أنك تريد أن تأكل وجبته.”) سخر مني وقال بتحد (لا أعرف – أنت لا تعرف أنني قتلت الكثير من الأفيال بمخلب واحد اذهب وابحث عن ملكك وأخبره أنه بعد ذلك إذا تنازعوا معي على السلطة وأنت أيها الوحوش البائسة فستخضع جميعًا لسلطتي ولن يجرؤ أي منكم على مخالفة أوامري أو غير ذلك سأقتلكم جميعًا وأولكم الذي تدعي أنه ملككم العظيم.

شعر الأسد بالإذلال الشديد وفي غضب شديد طلب من الأرنب أن يرافقه ويريه مكان الأسد المثير للاستفزاز فرافق الأرنب الأسد إلى بئر قديم مهجور في الغابة وهناك جعله يشاهد انعكاس صورته في الماء قفز الأسد في الماء ليقتل انعكاس صورته، وغرق ومات.

فرحت كل حيوانات الغابة بما فعله الأرنب الذكي فقد أراحهم كلهم من ظلم الأسد المتغطرس الذي وقعت أفعاله عليه.

رئيس التحرير: مثنى الجليلي

صحافي متخصص في الشؤون السياسية، يناقش القضايا العربية والإقليمية، حاصل على ماجستير في الإعلام من الجامعة الأسلامية، وعمل في العديد من المنصات الإخبارية ووكالات الأنباء الدولية، وعمل منتجا لأفلام استقصائية لصالح جهات نشر عربية وإقليمية، وترأس تحرير عدة برامج تلفزيونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى