المنوعات

قصة أطفال قصيرة بعنوان الطفلة التي تخجل الوقوف أمام الضيوف

قراءة قصص الأطفال توسع تصوراتهم وتطور مهاراتهم وتعلمهم احترام أنفسهم والآخرين.

كما أنها تلعب دورًا مهمًا في تنمية شخصية الطفل.

قصة الطفلة التي تخاف الوقوف أمام الضيوف

ذات يوم ترك الوالدين ابنتهم الوحيدة في البيت في ليلة باردة خوفا عليها من البرد الشديد وكان عليهم حضور أحد الحفلات التي تمت دعوتهم إليها.

كانت الطفلة جالسة أمام التلفاز بجانب دبدوبها الصغير وكانت الطفلة مغرمة جدًا بمشاهدة البرامج التي تعشقها، وبينما كانت تستمتع بالمشاهدة واخذت بعض الحلوى لتتناولها وهنا تذكرت عملها المدرسي وحفل تخرجها في نهاية العام الدراسي وتذكرت القصائد التي كان عليها أن تتلوها أمام الجميع وأصيبت الفتاة الصغيرة بالخوف بمجرد التفكير في الأمر.

كانت هذه الطفلة تخاف من الوقوف أمام الضيوف أكثر من الوقوف امام أصدقائها في الفصل وقول إجابتها كانت لديها مخاوف قوية ولم تكن لديها الشجاعة لفعل كل هذا.

وجدت الطفلة التلفاز مشوشاً ولم تتمكن من رؤية أي شيء ثم ظهرت المذيعة أمامها لإبلاغها أن الضيوف قادمون إلى بيتها بدلاً من حفلة المدرسة وأن جميع الضيوف كانوا يحملون لها هدايا رائعة وكانت تخبرها في كل ثانية بمكان وصولهم وكان آخر ما قالت لها أنهم كانوا يقفون أمام البيت، ولم تجرؤ الفتاة على فتح الباب بسبب خوفها الشديد، وتم فتحه ودخل ثلاثة ضيوف من خلاله، وإذا صفقوا وضحكوا وأرادوا الاستماع إلى قصائدها.

وجدت الطفلة تنسى تمامًا جميع القصائد التي حفظتها وقضت الكثير من الوقت في حفظها وبخوف وتردد اخذت الكرسي الصغير وصعدت عليه في محاولة لتلاوة قصيدة حتى وان كانت صغيرة.

في كل مرة نظرت إلى الضيوف شعرت بخوف شديد في قلبها كان قلبها ينبض بسرعة كبيرة وجميع أجزاء جسدها ترتجف قيدها لسانها ولم تستطع نطق أو تذكر كلمة واحدة.

أرادت الطفلة الهروب من كل الضيوف الذين هددوها بحرمانها من الهدايا الجميلة التي أحضروها لها بالفعل وكلما رغبت في الهروب وكانت صادقة في هذا ارتفع الكرسي الى أعلى تجنب الكرسي الضيوف لكنه كان أيضًا قريبًا من السقف وكلما كان أعلى أصبح أضيق.

كانت قدمي الطفلة الصغيرة ترتجفان وجلست وتمسكت بالكرسي وأغمضت عينيها ووضعت يديها على أذنيها وإذا امتدت يد من الخلف إليها كان أحد الضيوف قادرون على تسلق النجفة، وكان جميع الضيوف متنكرين مما أثار الخوف في قلب الطفلة الصغيرة.

الضيف: “اقرأ قصائدك وإلا فإن كل هؤلاء الضيوف سيحرمونك من هداياك ويعتبرونك خاسرًا، ويضحكون عليك أيضًا”.

شعرت الطفلة أنها على وشك السقوط من الكرسي المرتفع وشعرت أيضًا أنها ستفقد حياتها لذلك حشدت كل شجاعتها وقوتها قائلة “أنا لا أخاف من أي شيء وأنا لست خائفا من الوقوف أمام الضيوف، وسأبدأ في تلاوة كل القصائد التي حفظتها.

بمجرد أن بدأت الفتاة في تلاوة القصائد بصوت عالٍ، بثقة وثبات وجدت الكرسي يهتز تحتها وسقطت الفتاة من الكرسي على الأرض وصرخت طلباً للمساعدة وتوسلت أي شخص أن ينقذها.

وعندما وجدت نفسها على الأرض، فتحت عينيها ووجدت أمامها والديها اللذين عادا من الخارج ليلاً ونمت الطفلة على الأريكة فرفعها والدها وأخذها غرفتها وجاء والديها في الصباح الباكر لإيقاظها حتى لا تتأخر عن حفل تخرجها.

عرفت والدتها مدى رهبة ابنتها من الظهور والوقوف أمام الناس، فاقترب منها والدها وشجعها ووعدها بالعديد من الهدايا التي تعشقها وتريدها.

تذكرت الطفلة حلمها وسقطت في النهاية بسبب مخاوفها فقاومت الحفل وقامت بتلاوة كل القصائد التي حفظتها عن ظهر قلب ففسرتها بحزم وثقة بالنفس ، وقد احبب كل الحاضرين بادائها الجميل، وصفقوا لها بصوت عال.

شعرت الطفلة بالسرور لأنها تجاوزت نفسها وتغلبت على مخاوفها كما حصلت على جميع الهدايا التي كانت تخاف خسارتها.

رئيس التحرير: مثنى الجليلي

صحافي متخصص في الشؤون السياسية، يناقش القضايا العربية والإقليمية، حاصل على ماجستير في الإعلام من الجامعة الأسلامية، وعمل في العديد من المنصات الإخبارية ووكالات الأنباء الدولية، وعمل منتجا لأفلام استقصائية لصالح جهات نشر عربية وإقليمية، وترأس تحرير عدة برامج تلفزيونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى