هل دعاء الزوج على زوجته الظالمة مستجاب ؟، فعندما تزداد المشاكل وعدم التفاهم بين الزوجين، تصبح الحياة الزوجية جحيم لا يستطيع كلاهما تحمله، مما يتسبب في ظلم أحد الطرفين لآخر، ولعل من أكثر الأمور انتشارًا، هو ظلم الأزواج لزوجاتهم، بينما عندما يحدث العكس فيصبح الأمر غير مألوف.
صور ظلم الزوجة لزوجها
يتعرض الزوج في كثير من الأحيان إلى الظلم من زوجته عندما لا تطيعه الزوجة أو تترك حق من حقوقه التي فرضها الله عليها، وجاء ذلك في حديث شريف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: “إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح”.
كما تقوم الزوجة ببعض التصرفات التي من شأنها أن تغضب الزوج مثل أنها تخرج من المنزل دون إذن منه، أو أنها تسيء عشرته، كما يُعد التطاول باللسان إساءة الأدب صور صريحة لظلم الرجل من زوجته التي يعاقبها الله عليها.
تقوم الزوجة أحيانًا بعدم تمكين الزوج منها دون وجود عذر شرعي يمنعها من ذلك، مما يتسبب لكثير من الرجال في عدم قدرته على غض البصر ونظره لغيرها، وقد يصل في حالات أخرى إلى وقوعه في الفاحشة.
كذلك يُعد إنكار فضل الزوج وجميله وعدم شكره من صور ظلم الزوج، كذلك قلة حياء الزوجة وتبرجها أمام الرجال الأجانب عنها، فهو من الذنوب التي تأثم عليها الزوجة، كما أن إهمال الزوجة لتربية أبنائها صغار السن وحرصها على تغذيتهم وصحتهم، قد يؤثر سلبًا على الزوج مما يجعله يشغل باله بهم بدلاً من متابعة أشغاله التي تجعله يستطيع توفير متطلبات الحياة.
قد تقوم كثير من الزوجات بإرهاق الزوج مادياً مما يتسبب في اضطرار الزوج إلى السلف وتحميل نفسه ديون كثيرة، مما يسبب له كثير من المشاكل والإرهاق النفسي، وقد يصل الحال به إلى دخوله السجن بسبب عدم قدرته على الوفاء بتسديد الديون.
دعاء الزوج على زوجته الظالمة
على الرغم من تعرض كثير من الرجال لظلم من زوجاتهم إلا أنه لا ينبغي أن يؤدي ذلك إلى دعاء الزوج على زوجته الظالمة، فالأولى هو التجاوز عن سيئاتها وعدم الدعاء عليها، أما الدعاء على غير الظالم فهو محرم.
دعاء الزوج على زوجته وقت الغضب
إن الأصل في دعاء المظلوم هو الدعاء على الظالم بحق ولكن بما يستحق مظلمته، ولكن الأولى هو التسامح والتجاوز والدعاء بالهداية، وبالتالي دعاء الزوج على زوجته الظالمة يعرض المرأة إلى اللعن من الملائكة وغضب من الله.
أما إذا دعا الزوج على زوجته في وقت الغضب وهي لم تستحقه، فلم يجز عليها الدعاء لما فيه من ظلم لها، والجدير بالذكر أن الله لا يقبل الدعاء بهذه الطريقة، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث الشريف: “يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ”. رواه مسلم.
لذلك يجب على المرأة أن تراعي الله في زوجها، وعدم ظلمه لأن دعوة المظلوم مستجابة، وعليها طاعته واحترامه وإعانته على تحمل مشقات الحياة، لا أن تكون مصدر للحزن والضيق، كما يجب أن تراعي حقوقه وواجباتها نحوه، وكذلك أن ترعى أولادها كما أمرها الله عز وجل
هكذا يتضح لنا عبر موقع جمال المرأة في النهاية أن دعاء الزوج على زوجته الظالمة من الأمور الجائزة ولكن الأولى هو عفو الزوج عن زوجته والدعاء لها بالهداية بدلاً من الدعاء عليها، أما إذا كانت الزوجة مظلومة ودعا عليها الزوج، فهذا محرم ولا يجوز.