من أبرز الفروق بين الطّلاق والخلع ما يأتي:
- لا يتم الطلاق إلا بإرادة الزوج وحسب اختياره وموافقته أما الخلع فهو فسخ ويتم بدون كلام الزوج، وليس شرط رضائه واختياره.
- الخلع الذي لا يستطيع فيه الزوج استعادة زوجته فهو اختفاء وفسخ العصمة الزوجية مقابل شيء مادي معروف من قبل الزوجين، ولا يحق له استعادته خلال فترة العدة إلا برضاها وموافقة والدها، وبحضور شاهدين ومهر جديد وعقد جديد، أما الطلاق فتبقى الزوجة في حضانة الزوج ما دامت في عدتها من طلاق رجعي ويمكن للزوج أن يعيد زوجته بعد الطلاق الأول والثاني بدون عقد سواء برضاها أو بدون رضاها.
- لا يمكن احتساب الخلع واحداً من عدد الطلقات الكثيرة للرجل بخلاف الطلاق.
- الطلاق حق من حقوق الزوج ، ولا يشترط حضور القاضي ويمكن أن يقع بالتراضي بين الزوج والزوجة بخلاف الفسخ، وهو فقط بحكم الشريعة أو بقرار من القاضي ولا يمكن إثبات الفسخ بموافقة الزوجين عليه إلا في حالة الخلع.
تعريف الخلع والطلاق
الخلع في اللغة من الفعل خلع ونقول: خلع الرجل الثوب إذا خلعه وألقاه يقال: الرجل خلع زوجته إذا طلقها بمال أعطته له [3] والخلع اصطلاحاً: وهو التفريق الحاصل بين المرأة مقابل مبلغ مادي، وذلك بكلمات خاصة معينة، وقد سمي بهذا الاسم لأن الزوجة تخلع نفسها من زوجها كما يخلع الواحد الملابس قال الله تعالى -: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ).[٤][٥]
الطلاق في اللغة: وهو من الفعل طلق ونقول: يطلق السجين إذا تحرر من عبودية السجن، ونقول أيضا: تطلق المرأة إذا تحررت من عقد النكاح أو الرابطة المربوطة بزوجها [6] والطلاق اصطلاحاً: ارتفاع عقد الزواج وسقوطه ويكون بلفظ محدد أو ما يحل محله في الطلاق وبالتالي يكون الخلع مقابل مبلغ مادي بشرعية حدوثه وقت الحيض لأنه طلب من الزوجة نفسها بعكس الطلاق الذي لا يترتب عليه عوض مع النهي في وقوعه وقت الحيض.
أحكام الخلع والطلاق
أركان الخلع
إذا كرهت الزوجة زوجها وذلك بسبب سوء الحياة والعشرة، وخافت ألا تعطيه حقه لأنه في هذه الحالة يحق لها الطلاق مقابل شيء مادي تعرضه عليه وقوله تعالى-: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّـهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ)، وما ورد عن حبيبة بنت سهل الأنصاري – رضي الله عنها – وهي زوجة ثابت بن قيس بن شماس ثم خرج النبي – صلى الله عليه وسلم – في يوم من الأيام، فوجد حبيبة على بابه ، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – (مَن هذهِ؟ قالت: أنا حبيبةُ بنتُ سَهْلٍ يا رسولَ اللَّهِ، قالَ: ما شأنُكِ؟ قالَت: لا أنا ولا ثابتُ بنُ قيسٍ لزوجِها، فلمَّا جاءَ ثابتُ ابن قيسٍ قالَ لَه رسولُ اللَّهِ: هذهِ حبيبةُ بنتُ سَهْلٍ قد ذَكَرت ما شاءَ اللَّهُ أن تذكُرَ فقالت حبيبةُ: يا رسولَ اللَّهِ، كلُّ ما أعطاني عندي فقالَ رسولُ اللَّهِ لثابتٍ: خُذْ منها فأخذَ منها، وجلَسَت في أهْلِها).[١٠][١١]
وأما أركان الخلع فهي أربعة على النحو التالي: [15]
المخالع: هو الزوج وقد اشترط الفقهاء أن يكون المخالع ممن له الحق في الطلاق، فقيل: “من جاز طلاقه جاز خلعه”.
العوض: هو المال الذي يأخذه الزوج من الزوجة مقابل خلعها، وسيطرته عند الفقهاء أن يكون مهر فإنّ ما جاز أن يكون مهراً جاز أن يكون بدلاً للطلاق.
الصيغة: هو الإيجاب والقبول من كلا الجانبين، ويجب أن يكون لفظياً فإن تعذر النطق به كان بالإشارة المفهومة، خير ما أعطاه الفقهاء لصيغة الخلع قول الزوج لزوجته: “متى مرة تضمن لي ألف دينار فأنت طالق”. تقول: ضمنت لك ألف دينار أو يقول: خلعتك بألف دينار ، وتقول: قبلت.
أحكام وأركان الطلاق
الطلاق شرعي بنص الكتاب والسنة والإجماع والمعقول وهناك آيات عديدة تدل على شرعيتها فقد قال تعالى: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ)،[١٧] وقال أيضاً: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ)، ورد في السنة قولاً وفعلاً للطلاق، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – قد طلق حفصة – رضي الله عنها – ثم أعادها وقد ورد أن بعض الصحابة – رضي الله عنهم – قد طلقوا زوجاتهم وبالرغم من التشتت وضياع الخصوصية والطمأنينة في حالة الطلاق فإنه يمكن أن يكون للضرورة وإلا كان الأصل مكروه [19].
يجب أن تحقق أربعة أركان وهي موضحة على النحو التالي: [20]
الزوج: لا يصح أن يوقع الطلاق لغير الزوج ذلك لأنه ليس لديه عقد الزواج لا يقع الطلاق إلا بعد عقد الزواج.
الزوجة: هي التي في حضانة المطلقة وترتبط بزوجها المطلق برباط زوجي حقيقي لا يقع الطلاق على المرأة المطلقة بثلاث مرات مثل عدّة الطلاق الرجعي أو الطلاق البائن.
صيغة الطلاق: وهو اللفظ الذي يشير على الطلاق صراحة أو مجازا النية وحدها لا تكفي للطلاق.