فتوى جهاد النكاح: ما هي الحقيقة وما هو موقف الشرع الإسلامي؟

فتوى جهاد النكاح: ما هي الحقيقة وما هو موقف الشرع الإسلامي؟: تم تداول في الفترة الأخيرة فتوى جهاد النكاح التي أثارت جدلاً كبيرًا في عدد من الدول ولكن ما هي الحقيقة وما هو موقف الشرع الإسلامي من هذا الأمر؟ في الحقيقة أن هذه الفتوى ليست من مصدر شرعي موثوق به ولا يمكن تطبيقها في الفترة التي نعيشها، خاصةً أن الإسلام يأمر بحفظ كرامة المرأة وحفاظها على حقوقها، إضافة إلى أن تحريض الفتيات والمرأة للزواج من أجل تلبية أغراض سياسية يتنافى تمامًا مع مبادئ الدين الإسلامي. لذلك، يجب توعية النساء وتقديم الدعم لهن في مواجهة مثل هذه الأفكار الخاطئة ونشر الوعي حول حقوق المرأة في المجتمع. ويجب على المؤسسات الدينية والشرعية في جميع أنحاء العالم العمل على توعية المجتمع بمبادئ الإسلام الحقيقية والتأكيد على أن الدين يعتبر حاميًا لكرامة الإنسان بما في ذلك المرأة. في النهاية، يجب عدم الانسياق وراء الأفكار الخاطئة وتحري الحقيقة من الخطاب الفتوي لتجنب المغالطات وحماية المجتمع.
ما هو جهاد النكاح وما هي التحذيرات الدولية من هذه الظاهرة؟
جهاد النكاح هو مصطلح يستخدم لوصف الأفعال الجنسية التي يمارسها المقاتلون مع النساء. وهو يعد ظاهرة تنتشر في بعض المجتمعات المتطرفة، وهو يعتبر تجسيداً للمفهوم الخاطئ للجهاد، وهو ما أثار تحذيرات دولية بشأن خطورة هذه الظاهرة. وفي ما يتعلق بالتحذيرات الدولية، وتشدد على أن هذه الظاهرة تثير قضايا التحرش الجنسي وسيطرة الرجال على النساء. وقد حذرت العديد من الدول من هذه الظاهرة، كما أطلقت حملات تحسيسية وتوعوية لتحديد الأخطار التي تنجم عن جهاد النكاح ودعم الجهود الرامية لمحاربتها. ومن المهم أن يعرف الناس بشكل عام أن جهاد النكاح ينتقض تمامًا مع قيم المجتمعات الاسلامية، وهو يشكل خطراً على النساء وحرياتهن. لذا، فمن الضروري أن يعمل المجتمع الدولي بشكل موحد لمحاربة هذه الظاهرة، ومساعدة الناس في التعرف على خطورة جهاد النكاح وطمأنتهم بشأن الإجراءات التي تتخذها الدول لمحاربتها.
جهاد النكاح في سوريا: ما هي الحقيقة وما هو موقف السلطات؟
تفاجأت السلطات التونسية بعودة فتيات من سوريا حوامل، وقد مارسن جهاد النكاح هناك مع أجانب يقاتلون الجيش النظامي السوري، حسبما صرح وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو خلال جلسة مساءلة أمام المجلس التأسيسي. كما منعت السلطات التونسية منذ آذار/مارس الماضي ستة آلاف شاب من السفر إلى سوريا واعتقلت 86 شخصا أيضا كونوا شبكات لإرسال الشباب التونسيين إلى سوريا من أجل الجهاد. وربطت بعض المصادر بين هذه القضية وإشاعة “جهاد النكاح” التي تم إطلاقها على نطاق واسع في الأوساط المتشددة بسوريا ولاقت استنكاراً من قبل الحكومات العربية والإسلامية. ويرجع الباحثون بشؤون الجماعات المسلحة هذه الفتوى بسياق تشويه نظام بشار الأسد للمعارضة الإسلامية المسلحة، وأن الإشاعة تم ترويجها عبر بعض وسائل الإعلام الموالية له. ومع ذلك، من المثير للاهتمام أنه حتى المنظمات الحقوقية التونسية التي تحتج على منع تسفير المقاتلين إلى سوريا، لم يتطرق أحد منها إلى أي دعم للإشاعات التي تدور حول “جهاد النكاح”.
اقرأ المزيد: