خطوات علاجية فعّالة لسوء سلوك الطفل في المنزل والمدرسة
خطوات علاجية فعّالة لسوء سلوك الطفل في المنزل والمدرسة: تعد تربية الأطفال وتعديل سلوكهم من أهم المهام التي تعاني منها الأمهات، فبالإضافة إلى الحنان والرعاية الجيدة التي يحتاجها الطفل، يبحث الأهل دائمًا عن سبل تعديل سلوكهم وجعلهم ناجحين ومحبوبين من المحيطين بهم. ومع ذلك، فقد يشعر بعض الأمهات بالمعاناة نتيجة لعناد وعصبية أطفالهم، ولا يعرفن الأسباب وسبل الحل. حضرت الدكتورة منال العجاتي، اختصاصية تعديل السلوك، وأشارت إلى أن هناك سبل كثيرة لتعديل السلوك السيئ وذلك من خلال استخدام التدخل السيكولوجي المناسب، مثل: تطبيق العقوبات العادلة، والمكافآت والتحفيز، والحوار والتواصل الفعال بين الأم والطفل. وتذكر الدكتورة منال العجاتي الأمهات بأهمية التفهم والصبر عند التعامل مع أطفالهم، وضرورة توفير جو من الراحة والأمان والحب في الأسرة لتعلم طفلك السلوك الإيجابي المتوافق مع قيم وأخلاق المجتمع.
أسباب السلوك السيء للأطفال
1- يُظهر الأطفال الرغبة باستمرار في تقليد الآخرين، سواء كان ذلك إيجابيًا أم سلبيًا، وغالبًا ما يتم إبعاد السلوكيات السلبية عنهم والتركيز على الإيجابية.
2- يبحث الأطفال عن أشخاص يقلدونهم؛ لأن هذا يجعلهم يشعرون بمزيد من الثقة بأنفسهم.
3- إنّ تقليد الآخرين يمكن له أن يؤدي إلى نتائج إيجابية، حتى لو كان السلوك الذي يقلدونه غير سليم. ويمكن لذلك أن يحفِّز الأطفال على تطوير مهاراتهم الجديدة.
4- يجب على الوالدين عدم استخدام العقاب الجسدي، أو الإساءة إلى الطفل بطريقة ما، لأن هذا لن يجعل الطفل يحس بالاحترام والتقدير اللازمين لذاته.
5- ينبغي أن تكون التعليمات التي تعطى للأطفال واضحة، بحيث يتمكن الأطفال من تطبيقها بشكل صحيح، وذلك عبر معرفة سبب تقليده للسلوكيات الخاطئة.
6- يمكن استغلال تقليد الأطفال لأشياء إيجابية، مثل تشجيعهم على القيام بصلاحياتهم الذاتية، والمحافظة على نظافتهم الشخصية، وتعليمهم القيم بشكل عام.
طرق فعالة لتعديل سلوك طفلك
1. تحدثي مع طفلك عن توقعاتك تجاه سلوكه: ينصح الخبراء بأن يتحدث الوالدان مع طفلهم عن توقعاتهم من سلوكه وما يأملون أن يتحقق، كما يمكنهم أن يحثوه على القيام بالأفعال الإيجابية وشرح آثارها.
2. أخبريه بأنه مهم بالنسبة لك: من المهم جدًا أن يعرف الطفل أنه مهم بالنسبة لوالدته، وأنها دائمًا تفكر به وتحبه، فهذا يعزز الثقة بالنفس ويساعده على الإيجابية.
3. التقدير والمكافآت: يشجع الثناء المستمر الطفل على التصرف بالطريقة الصحيحة، كما يمكن أن يحصل على مكافأة عند القيام بالأفعال الإيجابية، لتعزيز ثقته بنفسه وتحفيزه على التصرف بالطريقة الصحيحة.
4. الاهتمام والتفهم: يتحتم على الوالدين أن يكونوا مهتمين دائمًا بأمور الطفل، وأن يسألوه عن أموره اليومية ويظهروا تفهمهم لمشاعره واحتياجاته، لتعزيز ثقته بنفسه والشعور بالأمان.
5. التحدث ببطء واحترام الرأي الآخر: يجب على الوالدين التحدث بطريقة ودية ومهذبة مع طفلهم واحترام رأيه ومشاعره، وعدم توبيخه في وجود الآخرين، لأن ذلك يعرّضه للإحراج ويؤثر على ثقته بالنفس.
كوني مثلاً يحتذي به طفلك
1. السلوكيات الإيجابية تبدأ من المنزل
لا شك أن سلوك الطفل يتأثر بأسلوب الحياة الذي يعيشه في المنزل؛ فإذا كانت الأم تتعامل مع الأبناء بطريقة مهذبة ومحترمة، فسيقلدونها ويعتمدون عليها في حياتهم كأعضاء في المجتمع. لذلك يجب أن يكون الأهل هم القدوة الحسنة للأطفال في تعاملهم مع الآخرين.
2. عدم تعريض الطفل للخلافات الأسرية
يجب أن يكون للخلافات الأسرية حدود، ولا يجب أن تتعرض لها الأطفال؛ فالطفل دائماً يتأثر بما يشاهده ويسمعه في البيت، لذلك يجب أن تتكلم الأم والأب في مكان آخر بعيداً عن أذن الأطفال وذلك لعدم تعريضهم للخلافات وتأثيرها عليهم.
3. تأثير البرامج التلفزيونية والأجهزة الذكية على سلوك الطفل
تشير الابحاث إلى أن الأفلام والبرامج التلفزيونية التي تعتمد على السلوكيات العدوانية تؤثر على سلوك الطفل بشكل سلبي، حيث يقوم الطفل بتقليد تلك السلوكيات وتعتمدها في حياته اليومية. لذلك يجب أن تأخذ الأم بعين الاعتبار عند اختيار البرامج التلفزيونية التي يشاهدها الأطفال.
4. ملاحظة التغييرات النفسية في الطفل
عندما يلاحظ الأهل تغيرات نفسية في سلوك الطفل، يجب أن يتحدثوا معه بلطف ويحاولوا فهم المشكلة التي يعاني منها الطفل، ويمكنهم اللجوء إلى الطبيب النفسي لتحديد سبب تلك التغييرات وتقديم العلاج المناسب للطفل.
5. تأديب الطفل بأسلوب الثواب والعقاب
في بعض الأحيان يحتاج الطفل إلى تأديب من قبل الأهل، ويمكن ذلك باستخدام أسلوب الثواب والعقاب. فيجب أن يكون الثواب والعقاب متوازنين ومناسبين للسلوك الذي قام به الطفل، حتى يستطيع أن يتعلم من أخطائه ويتجنب تكرارها في المستقبل.
6. تخفيف الضغط النفسي عن الطفل
قد يعاني الطفل من ضغوط نفسية نتيجة للأحداث المختلفة في حياته، وفي هذه الحالات يجب أن يساعده الأهل لتخفيف الضغط النفسي الذي يشعر به. يمكن للأهل تأمين وقت مناسب للاستجمام وتحديد بعض الأنشطة الجماعية للأسرة لتقوية الروابط بينهم.
7. خلاصة القول
لا شك أن الأهل هم القدوة الحسنة للأطفال، وإذا كان الطفل يتعلم السلوكيات الإيجابية في المنزل، فسيكون قادراً على التفاعل بشكل جيد مع الآخرين. لذلك يجب أن يتحلى الأهل بالصبر والتفهم للأطفال وتأكيد الأسس الحضارية والأخلاقية السليمة لتربية الأجيال على القيم الإنسانية الصحيحة.